بهدف حفظ كتاب الله تعالى وترتيله وتجويده أنشأت إدارة الدراسات الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دور القرآن الكريم ومراكز الأترجة متابعة بذلك مسيرة دولة الكويت المتميزة منذ القدم في حفظ القرآن الكريم عن طريق الكتاتيب.
وتحمل تلك المراكز على عاتقها حث الدارسين على الالتزام بأحكام الدين وأداء العبادات وترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوسهم فضلا عن غرس محبة الله تعالى في قلوبهم وترغيبهم في حفظ القرآن الكريم والإكثار من تلاوته.
وامتدت ظلال هذه المراكز حتى وصلت إلى المؤسسات الإصلاحية والسجون لتقويم سلوك نزلائها عبر الاستفادة مما تغرسه تلك المراكز في نفوسهم من الترغيب في طريق الخير والتحذير من الاستمرار في أعمال الفساد لا سيما بعد ازدياد الجرائم وأعمال العنف.
وقال مدير إدارة القرآن الكريم في وزارة الاوقاف أحمد الطويل لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم إن من بين المراكز التي أنشئت في المؤسسات الإصلاحية مركزي (الرشاد) الرئيسيين للرجال أحدهما مسائي والآخر صباحي والمركز العلاجي التأهيلي للمدمنين ومركز الرشد الشرعي ومركز الرعاية اللاحقة للتائبين ومركز الهداية إضافة إلى مركز دار القرآن في سجن الأحداث (التقويم).
وأوضح الطويل أن وزارة الأوقاف خصصت مركز (الرشاد) المسائي لتدريس المنهج الدراسي المقرر في دور القرآن الكريم لعموم نزلاء السجن المركزي البالغ عددهم 100 دارس تقريبا أما الصباحي فيضم 250 دارسا محكومين بقضايا مخدرات.
وأضاف أن المركز العلاجي التأهيلي للمدمنين يقيم دورة شرعية ل 150 دارسا شرعيا ونفسيا للسير على خطى المواطن الصالح مدتها ثمانية أشهر تؤهلهم للحصول على العفو الأميري إذا اجتازوا الدورة بنجاح.
وأشار الى أن الاوقاف تخضع الفتيان الأحداث وعددهم 50 طالبا والذين أودعتهم نيابة الأحداث في دور الرعاية الاجتماعية لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة لدورة في مركز الرشد الشرعي لاختبار انضباط سلوكهم مبينا ان المركز يقدم تقارير للنيابة العامة عن الحالة السلوكية والأخلاقية لكل طالب ومدى تجاوبه للدراسة الشرعية واجتيازه لها.
وذكر أن مركز الرعاية اللاحقة للتائبين يتابع السجناء التائبين المفرج عنهم بالعفو الأميري بقضايا تعاطي المخدرات بالتعاون مع وزارة الداخلية ويوزعهم على مراكز دور القرآن في مختلف المناطق حسب مقار سكنهم ويقيم لهم المحاضرات الثقافية ويعد التقارير الدورية عنهم.
وقال الطويل إن هذا المركز يبحث الحالات الاجتماعية ل 150 دارسا ويساهم في حل مشاكلهم الأسرية والمالية ويتابع المفرج عنهم سلوكيا واجتماعيا وفكريا وينظم لهم رحلات لأداء مناسك العمرة كل ثلاثة أشهر ويقيم الدورات الرياضية والمسابقات الثقافية والرحلات الأسبوعية والمخيمات الربيعية.
وعن مركز (الهداية) الذي أسس عام 1997 أفاد أنه يعمل على توجيه 60 دارسا وتثقيفهم شرعيا ومساعدتهم في حفظ القران الكريم وتعلم أحكام التجويد وإقامة الدورات الشرعية في مختلف العلوم من فقه وحديث وعقيدة وتفسير وتجويد وهم من النزلاء المحكومين بقضايا شيكات أو صدرت بحقهم أحكام مددها متفاوتة وقصيرة وأكثرهم من الكويتيين.
وعن مركز (دار القران) في سجن الأحداث (التقويم) أشار إلى أن هذا المركز الذي أسس سنة 2000 يقيم دورات ل 30 دارسا من فئة الشباب الأحداث الجانحين ممن يمضون فترات عقوبة متفاوتة تتراوح بين شهر و 10 سنوات حسب الجريمة تتعلق بالعلوم الشرعية وحفظ القران الكريم وتعلم تلاوته وبعض المحاضرات والدروس الدينية لتقويم السلوك وإصلاح النفوس.
وبين أن اهتمام (الأوقاف) لم ينصب على مراكز الرجال فحسب بل كان لها دور فاعل في إنشاء مراكز خاصة بالنساء في المؤسسات الإصلاحية فأنشأت مركز (الرشاد) الصباحي للنساء في سجن النساء عام 2000 ومركز (الهدى) في سجن الأحداث عام 2003.
وذكر أن مركز (الرشاد) يتولى تثقيف وتعليم وتوجيه 150 دارسة من النزيلات بأسلوب تربوي يعتمد على حسن المعاملة والترغيب في العلوم الشرعية وغرس محبة الله عز وجل وخشيته تعالى في النفوس لضمان الاستقرار النفسي والعصبي لدى الكثير من السجينات.
وأوضح أن هذا المركز ينظم دورات إلزامية في بعض العلوم الشرعية كالفقه والعقيدة والسيرة والحديث والقرآن الكريم لجميع النزيلات ويقدم النصيحة والتوجيه للوصول إلى مرحلة البداية في تقويم السلوك والاستقامة والثبات.
وأضاف الطويل أن المركز يقييم دورات خاصة للمهتديات الجديدات لتعليمهن مبادىء الإسلام وأحكام العبادات والطهارة وبعضا من قصار السور والفاتحة إضافة إلى مشروع (التائبات) الذي يعمل على تحفيظ القرآن الكريم كاملا أو بعض أجزائه وذلك حسب قضية كل نزيلة ومدتها.
وذكر ان المركز يسعى ضمن خطته المستقبلية إلى إنشاء مبنى مؤلف من دورين في الساحة الخلفية بالسجن المركزي للنساء يضم ستة فصول دراسية كبيرة وثلاث غرف للإدارة إضافة إلى فصلين لعقد الدورات للدارسات والمشرفات في السجن.
وعن مركز (الهدى) للفتيات الصباحي لرعاية الأحداث قال إنه ينظم للدارسات دورات مناسبة في علوم الفقه والتفسير والعقيدة والقرآن والتلاوة والتجويد إضافة إلى الدورات الإنسانية بالتعاون مع القسم النفسي بوزارة الشؤون وقسم الحاسب الآلي لتدريب الفتيات على برامج الحاسب المختلفة وربط المواد الشرعية به.
وأوضح أن المركز ينقسم الى قسمين الاول للضيافة العائلية ويضم نزيلات التفكك الأسري والثاني للاحكام التي تشمل جرائم السرقة والهروب والمخدرات ودخول مسكن ودعارة ممن صدر بحقهن حكم قضائي وتتراوح مدته ما بين ستة أشهر إلى خمس سنوات.
وأشار إلى أن للمركز نشاطا في دار الحضانة العائلية (مجهولو الوالدين) حيث يعلم الأطفال في سن ما قبل المدرسة وفق مناهج دراسية خاصة تناسب أعمارهم من مواد شرعية وخبرات مختلفة.
وعن الانطلاقة الاولى لإدارة دور القرآن قال الطويل إن بدايتها كانت عام 1971 في أول دار للقرآن الكريم في المركز الرئيسي بالعاصمة وبعد ذلك بسنوات وتحديدا في عام 1977 تم إنشاء أول مركز للنساء في مدرسة أم عطية الأنصارية ثم توالى إنشاء المراكز.
وأوضح أن المراكز تطورت بعد ذلك لتكون كيانا تنظيميا مستقلا معنية به إدارة شؤون القرآن الكريم بصدور القرار الاداري رقم (643) لسنة 2002 بإنشاء إدارة شؤون القرآن الكريم برسالة ورؤية محددة لخدمة كتاب الله تعالى ونشر علومه بين جميع شرائح المجتمع من المواطنين والمقيمين على اختلاف لغاتهم.
وعن عدد المراقبات واهتماماتها أفاد أن عددها ثلاث الاولى مراقبة حلقات البنين والثانية لحلقات البنات والاخيرة للخدمات المساندة مبينا أن المراقبتين 1 و 2 تقومان بعملية التحفيظ لمختلف الشرائح العمرية والمناهج الموضوعة من قبل الادارة لتسيير العملية التعليمية على مستوى الهيكل التعليمي للادارة.
وعن المراكز والحلقات التابعة للادارة بين أن عدد المراكز يبلغ 57 منها 41 مركزا للبنين لكل أنواع التعليم والفئات العمرية 26 للبنات وكلها موزعة على جميع المحافظات مشيرا الى ان الادارة تستقبل سنويا من 53 ألف طالب وطالبة إلى 54 ألفا سنويا لجميع شرائح التعليم المختلفة.
كونا - 3-5-2015